الجمعة، 11 يناير 2019


كُنت معتادًا الجلوس في تلك الغرفة المليئة بأحلامك و مخططاتك 

رسمت على جدرانها قوانينك ، مبادئك ، أمنياتك 

حتى أنك تملك زوايا تُسميها بالمظلمة تضّم أفكارك السوداوية التي يخجل منها كل 
إنسانٍ سَوي ..

تلك الغرفة بُنيت عندمـا تفجّرت رغباتك وخيالاتك ، بُنيت عندمـا أدركت أنك تريد 

أن تصبح طبيب ومهندس وطيّار ...

ذات يوم كنت تجلس على مكتبك الذي يليق بمنصبك كمالك لهذه الغرفة

لست تُدرك إلا و قد تهدّمت جدران غرفتك وبدأت تنهال عليك بقسوة

ما لذي حدث ؟  

التيار الذي عصف بغرفة أحلامك كان خفيف ، لا يكاد يُشعر به 

هل جدرانك هيَ الهشة ؟ 

طموحاتك و أمنياتك و رغباتك كانت مزيفة 

هل أنت كُنت مزيف ؟ 

لست تتألم ماديًا هذا صحيح ، ولكن تلك الإنهيارات حتمَا قصمت ظهر روحك 

ناهيك عن أنك بقيت الآن بدون سقف توقعات ، بدون حوائط أحلام ، بدون رسوم مخططات ، بدون أبواب هوايات ...

تجلس هناك في العراء تتربّع وسط الركام 

روحك اتسخت من الغبار ، ظهرك أصابه الصدأ بدون حراك ، دماغك أصبح طعامًا للطيور الجائعة 

لست تموت لأن الموضوع أسخف من أن تموت من أجله 

ولست تعيش لأن الحياة ليست حياة من دونه 

هل تريد أن نصبح أصدقاء ؟ علّنا بضعفنا نستطيع بناء غرفة جديدة تحتملنا 

هذه المرة لنجعلها بنوافذ كبيرة نسمح للفرص و الناس بالدخول منها 

والأهم نسمح للتيارات بالمرور دون تدمير ما تبقّى

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق