كُنت معتادًا الجلوس في تلك الغرفة المليئة بأحلامك و مخططاتك
رسمت على جدرانها قوانينك ، مبادئك ، أمنياتك
حتى أنك تملك زوايا تُسميها بالمظلمة تضّم أفكارك السوداوية التي يخجل منها كل
إنسانٍ سَوي ..
تلك الغرفة بُنيت عندمـا تفجّرت رغباتك وخيالاتك ، بُنيت عندمـا أدركت أنك تريد
أن تصبح طبيب ومهندس وطيّار ...
ذات يوم كنت تجلس على مكتبك الذي يليق بمنصبك كمالك لهذه الغرفة
لست تُدرك إلا و قد تهدّمت جدران غرفتك وبدأت تنهال عليك بقسوة
ما لذي حدث ؟
التيار الذي عصف بغرفة أحلامك كان خفيف ، لا يكاد يُشعر به
هل جدرانك هيَ الهشة ؟
طموحاتك و أمنياتك و رغباتك كانت مزيفة
هل أنت كُنت مزيف ؟
لست تتألم ماديًا هذا صحيح ، ولكن تلك الإنهيارات حتمَا قصمت ظهر روحك
ناهيك عن أنك بقيت الآن بدون سقف توقعات ، بدون حوائط أحلام ، بدون رسوم مخططات ، بدون أبواب هوايات ...
تجلس هناك في العراء تتربّع وسط الركام
روحك اتسخت من الغبار ، ظهرك أصابه الصدأ بدون حراك ، دماغك أصبح طعامًا للطيور الجائعة
لست تموت لأن الموضوع أسخف من أن تموت من أجله
ولست تعيش لأن الحياة ليست حياة من دونه
هل تريد أن نصبح أصدقاء ؟ علّنا بضعفنا نستطيع بناء غرفة جديدة تحتملنا
هذه المرة لنجعلها بنوافذ كبيرة نسمح للفرص و الناس بالدخول منها
والأهم نسمح للتيارات بالمرور دون تدمير ما تبقّى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق