الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

    هناك أساليب كثيرة للتعبير عن الذات 

أحد أهمها الكتابة ، ذلك العالم الجميل 

الذي مهما كنت تتألم بِشدة ، ستُوهم مَن يقرأ 

كلماتك بأنك فـي أقصى مراحِل سعادتك وحماسك 

غموض الحروف ، و ابتعادها عن الحقيقة 

امتلاءها بِعبارات التفائل ، و الحياة الوردية ، هي من 

جعلت أغلب البشر ، عاشقًا لهـا ! 

يعبَر عن ذاته ، ويدَعي التفائل أمامها ،

و أكثر لحظة مؤلمة ، عندما تَهِم بإغلاق الحاسوب 

و التوقف عنها ، حتى إن كانت لوهلة ، فإنك تشعر بأنك 

عدت للعالم المحيط ، المليء بالضجيج

و النفاق ، الأعناق الكاذبة ، والكلمات المبهرجة 

تجدهمـا يضحكان بأعلى صوتهما ، وهمـا يلعنان بعضمها

مِن الداخل ! 

تِجده أغلق الهاتف قبل قليل مِن والدته الصالحة ، 

ليتصل برفيق السوء المُدمن ! 

تشعر بإشمئزاز ، وتفقد القدرة على الكلام 

تنظر إلى السماء ، وتجد الشمس سـاطِعة حارقة ، يداعب 

قدمك مخلوق صغير هزيل ، يستمر بالمواء طلبًا للمـاء 

تقف على قدميك و تهٌم بالمشي ، فتشعر بحرارة الأرض

المتسللة إلى حذائك الرياضي السميك ، الأسمنت مِن أسفلك 

متشقق ، و الحفر مُنتشرة في كٌل مكان ، أرض  جدبـاء 

صحراء قـاحِلة ، ببعض الأسمنت و قليل مِن المباني ! 

مِن بعيد يتراءى لك بعض السراب ! 

تنظر إلى هاتفك المحمول بِشغف ، وتحدث الأحوال الجوية 

كل سـاعة ، علّ الرحمة تحـل ، وتهطل بعض القطيرات 

الباردة ، تُظهر تذمرك ، وتتوجـه إلى حـاسوبك ! 

تـضع تغريدة تدعو الله فيـها أن يحل رحمته على أرضك 

و تّذهب إلى نافذة أخرى ، لتكتب تدوينة عن حرارة الجو 

وتبحث عن المسببات " احتباس حراري ، احتقان ، الميـاه الراكدة 

... إلخ " 

وفـي نفس الدقيقة ، ترفع رأسك لِتجد شاب بسيارة فـارّهة 

يلقي بِكوب القهوة النصف مملوء بالقرب مِن عـامل النظافة 

لتلامس بعض القطرات لباسه الشبه متسخ ، ويكتفي 

بِرفع يده " الكريمة " ويردف بابتسام ساخِرة : 

معليش والله ، على بالي حتيجي بِصندوق الزبالة !

ويذهب تـارِكًا فضلاته ، ليحني ظهر المسكين وينطف 

من بعده !! 

تغضب ، ويمتلئ قلبك " بالقهر " ، فتفتح تدوينتك 

وتعبر عّن غيضك ب : 

" لا احتباس ، ولا مياه بحر ، ولا أي مسبب آخر 

جُلّ مـا يحرم الرحمة والبركة مِن النزول 

قلوب " أغلب " البشر ، لقد أصبحنا في زمـان حيث 

الغالبية العظمى " جاهلِة " و " كسولة " و " تضع لومها 

على الغير " . حسبي الله و نعم الوكيل " 


هكذا ، نعبَر عن ذاتِنا ، فلا تلمنا عزيزي إن أصبحنا انطوائيين 

ف حـياة الانطواء ، خيرٌ ألف مرة مِن حياتكم المليئة بالمشوقات 

و المتعة !!

نعبر عن مـافي قلبنا ، دون الخوض بِنقاشات لا طائل لها 

جميلة هي الكتابة ، و سأشتاق إليها كثيرًا