هناك أساليب كثيرة للتعبير عن الذات
أحد أهمها الكتابة ، ذلك العالم الجميل
الذي مهما كنت تتألم بِشدة ، ستُوهم مَن يقرأ
كلماتك بأنك فـي أقصى مراحِل سعادتك وحماسك
غموض الحروف ، و ابتعادها عن الحقيقة
امتلاءها بِعبارات التفائل ، و الحياة الوردية ، هي من
جعلت أغلب البشر ، عاشقًا لهـا !
يعبَر عن ذاته ، ويدَعي التفائل أمامها ،
و أكثر لحظة مؤلمة ، عندما تَهِم بإغلاق الحاسوب
و التوقف عنها ، حتى إن كانت لوهلة ، فإنك تشعر بأنك
عدت للعالم المحيط ، المليء بالضجيج
و النفاق ، الأعناق الكاذبة ، والكلمات المبهرجة
تجدهمـا يضحكان بأعلى صوتهما ، وهمـا يلعنان بعضمها
مِن الداخل !
تِجده أغلق الهاتف قبل قليل مِن والدته الصالحة ،
ليتصل برفيق السوء المُدمن !
تشعر بإشمئزاز ، وتفقد القدرة على الكلام
تنظر إلى السماء ، وتجد الشمس سـاطِعة حارقة ، يداعب
قدمك مخلوق صغير هزيل ، يستمر بالمواء طلبًا للمـاء
تقف على قدميك و تهٌم بالمشي ، فتشعر بحرارة الأرض
المتسللة إلى حذائك الرياضي السميك ، الأسمنت مِن أسفلك
متشقق ، و الحفر مُنتشرة في كٌل مكان ، أرض جدبـاء
صحراء قـاحِلة ، ببعض الأسمنت و قليل مِن المباني !
مِن بعيد يتراءى لك بعض السراب !
تنظر إلى هاتفك المحمول بِشغف ، وتحدث الأحوال الجوية
كل سـاعة ، علّ الرحمة تحـل ، وتهطل بعض القطيرات
الباردة ، تُظهر تذمرك ، وتتوجـه إلى حـاسوبك !
تـضع تغريدة تدعو الله فيـها أن يحل رحمته على أرضك
و تّذهب إلى نافذة أخرى ، لتكتب تدوينة عن حرارة الجو
وتبحث عن المسببات " احتباس حراري ، احتقان ، الميـاه الراكدة
... إلخ "
وفـي نفس الدقيقة ، ترفع رأسك لِتجد شاب بسيارة فـارّهة
يلقي بِكوب القهوة النصف مملوء بالقرب مِن عـامل النظافة
لتلامس بعض القطرات لباسه الشبه متسخ ، ويكتفي
بِرفع يده " الكريمة " ويردف بابتسام ساخِرة :
معليش والله ، على بالي حتيجي بِصندوق الزبالة !
ويذهب تـارِكًا فضلاته ، ليحني ظهر المسكين وينطف
من بعده !!
تغضب ، ويمتلئ قلبك " بالقهر " ، فتفتح تدوينتك
وتعبر عّن غيضك ب :
" لا احتباس ، ولا مياه بحر ، ولا أي مسبب آخر
جُلّ مـا يحرم الرحمة والبركة مِن النزول
قلوب " أغلب " البشر ، لقد أصبحنا في زمـان حيث
الغالبية العظمى " جاهلِة " و " كسولة " و " تضع لومها
على الغير " . حسبي الله و نعم الوكيل "
هكذا ، نعبَر عن ذاتِنا ، فلا تلمنا عزيزي إن أصبحنا انطوائيين
ف حـياة الانطواء ، خيرٌ ألف مرة مِن حياتكم المليئة بالمشوقات
و المتعة !!
نعبر عن مـافي قلبنا ، دون الخوض بِنقاشات لا طائل لها
جميلة هي الكتابة ، و سأشتاق إليها كثيرًا