الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

حسن الظن



يساورك ذاك الشعور الغامض الي يٌخيل لك بأن حياتك ستصبح سيئة ! 

قلبك الأبيض ذات يوم سيمتلئ بالجراح لدرجة أنه لن يُشفى ويستطيع الصفح ثانية 

دراستك لن تكملها بسبب المادَة  أو درجاتك المتدنية ..

" ما تقدر تكمل ، أصلا صعب ، الحياة كذا ، الطيبين مالهم مكان ، تحلم تنجح ، لا تسوي فيها مطوع "

رسائل سلبية مِن كل مكان محيط بك ! 

ضجيج في عقلك ، و ضياع في مشاعرك ، لا تعرف ماذا عليك أن تحدد 

و لا ما عليك أن تفعل ! 

هذا صح أم خطأ ؟ ! فقدت القدرة على التمييز !! 

تتمنى أن تموت اليوم قبل الغد !! 

ألا تعلم بأن الموت يأتي مرة واحدة و في حين غفلة منّا ، لن يستأذن منك ملك الموت 

ولن تتلقى رسائل على هاتفك بأنك ستموت في اليوم الفلاني !! 

إذًا لماذا تقتل نفسك كل يوم . 

وصلت بالعمر الكثير و لا زلت تعيشها بهمومٍ أكبر منك ! 

بِهموم ليس على الشخص المسلم أن يشعر بها و يعايشها ،

الخوف مِن الغد ، الخوف مِن المستقبل ، أنا لا أمتلك واسطة تدخلني هنا 

أنا لا أمتلك أخ يسندني عندما أكون وحيدة !!! 

لمً الكأبة و لمَ السلبية ، هل تغيرت حياتك عندما فكرت و أملأت قلبك بالهموم !! 

هل عادوا الاموات بعد كثرة البكاء ولوم النفس !! 

هل زاد رصيدك بالبنك عندما كثر تفكيرك بالمـال !! 

لا شيء تستفيد من سلبية التفكير ، سوى ارتفاع في الضغط 

تجاعيد حول الفم ، هالات سوداء تحت العين ، صداع مزمن 

شعرات بيضاء في بداية جبينك !! 

لن تتغير حياتك للأفضل و لن تغير العالم ، ولن تغير الرئيس أو المدير !! 

الجهد الذي تبذله في البحث عن مسببات فقرك و تعاستك و كره الناس لك ! 

استبدله عن التفكير أكثر بعلاقتك مع خالقك ، بعلاقتك بمن يقول لك " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " 

ابدأ بطريقك بالبحث عن السعادة ، أبدأ بالنظر حولك ، حتى لو لم تجد شيئًا يستحق أن تسعد بفضله 

انظر الى نفسك ، أنت تمتلك القدرة على قراءة هذا الكلام و استيعابه ، أنت قادر على أن تشعر بالسعادة 

بِفضل ذكر الله ، أنت تتنفس و تعيش ، هناك المليارات أسفل القبور يتمنون لو كانوا 

مكانك لو دقيقة واحدة ، هناك الملايين في المستشفيات يتمنون أن يصبحوا مكانك 

هناك ملايين الفقراء يتمنون تناول طعامك ! 

هناك عشرات الأشخاص يتمنون لو كانوا أنت !! 

هناك مئات الأشخاص بضمير ميت ، ينظرون  اليك مستغربين سبب تعاستك و سعادتك 

يستغربون عندما تضحك و تعتذر ، عندما تبكي و تكافح !! 

لا يملكون القدرة على الحياة بمشاعر !! لا لذة لحياتهم 

الحزن و الكآبة ، ملح الحياة ، لن تتم قصتك و تكتمل حياتك ان لم تشعر بهما 

ولكن نهاية هؤلاء الواثقين أن بعد الظلام نور ، و أن بعد البكاء سعادة كبيرة 

دائمًا مشرقة ، دائمًا هم من يحققون أحلامهم ، دائمًا يموتون بفؤاد منشرح 

و قلب محسن الظن بالله !! 

و مخطئ من كان يظن أن النهاية في الدنيا ، فالموت ، ليس الا 

بداية النهاية !! 

لذلك اغمض عينك ، و خذ نفسًا عميقًأ ، و ابتسم ، وقُل بصوت مسموع بشكل واضح 

" أنـــا سأصبح سعيد " 

و ستصبح سعيد ، واثقة كوثوق أنني بشر و لست شبح 


:)) 


..  

الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

    هناك أساليب كثيرة للتعبير عن الذات 

أحد أهمها الكتابة ، ذلك العالم الجميل 

الذي مهما كنت تتألم بِشدة ، ستُوهم مَن يقرأ 

كلماتك بأنك فـي أقصى مراحِل سعادتك وحماسك 

غموض الحروف ، و ابتعادها عن الحقيقة 

امتلاءها بِعبارات التفائل ، و الحياة الوردية ، هي من 

جعلت أغلب البشر ، عاشقًا لهـا ! 

يعبَر عن ذاته ، ويدَعي التفائل أمامها ،

و أكثر لحظة مؤلمة ، عندما تَهِم بإغلاق الحاسوب 

و التوقف عنها ، حتى إن كانت لوهلة ، فإنك تشعر بأنك 

عدت للعالم المحيط ، المليء بالضجيج

و النفاق ، الأعناق الكاذبة ، والكلمات المبهرجة 

تجدهمـا يضحكان بأعلى صوتهما ، وهمـا يلعنان بعضمها

مِن الداخل ! 

تِجده أغلق الهاتف قبل قليل مِن والدته الصالحة ، 

ليتصل برفيق السوء المُدمن ! 

تشعر بإشمئزاز ، وتفقد القدرة على الكلام 

تنظر إلى السماء ، وتجد الشمس سـاطِعة حارقة ، يداعب 

قدمك مخلوق صغير هزيل ، يستمر بالمواء طلبًا للمـاء 

تقف على قدميك و تهٌم بالمشي ، فتشعر بحرارة الأرض

المتسللة إلى حذائك الرياضي السميك ، الأسمنت مِن أسفلك 

متشقق ، و الحفر مُنتشرة في كٌل مكان ، أرض  جدبـاء 

صحراء قـاحِلة ، ببعض الأسمنت و قليل مِن المباني ! 

مِن بعيد يتراءى لك بعض السراب ! 

تنظر إلى هاتفك المحمول بِشغف ، وتحدث الأحوال الجوية 

كل سـاعة ، علّ الرحمة تحـل ، وتهطل بعض القطيرات 

الباردة ، تُظهر تذمرك ، وتتوجـه إلى حـاسوبك ! 

تـضع تغريدة تدعو الله فيـها أن يحل رحمته على أرضك 

و تّذهب إلى نافذة أخرى ، لتكتب تدوينة عن حرارة الجو 

وتبحث عن المسببات " احتباس حراري ، احتقان ، الميـاه الراكدة 

... إلخ " 

وفـي نفس الدقيقة ، ترفع رأسك لِتجد شاب بسيارة فـارّهة 

يلقي بِكوب القهوة النصف مملوء بالقرب مِن عـامل النظافة 

لتلامس بعض القطرات لباسه الشبه متسخ ، ويكتفي 

بِرفع يده " الكريمة " ويردف بابتسام ساخِرة : 

معليش والله ، على بالي حتيجي بِصندوق الزبالة !

ويذهب تـارِكًا فضلاته ، ليحني ظهر المسكين وينطف 

من بعده !! 

تغضب ، ويمتلئ قلبك " بالقهر " ، فتفتح تدوينتك 

وتعبر عّن غيضك ب : 

" لا احتباس ، ولا مياه بحر ، ولا أي مسبب آخر 

جُلّ مـا يحرم الرحمة والبركة مِن النزول 

قلوب " أغلب " البشر ، لقد أصبحنا في زمـان حيث 

الغالبية العظمى " جاهلِة " و " كسولة " و " تضع لومها 

على الغير " . حسبي الله و نعم الوكيل " 


هكذا ، نعبَر عن ذاتِنا ، فلا تلمنا عزيزي إن أصبحنا انطوائيين 

ف حـياة الانطواء ، خيرٌ ألف مرة مِن حياتكم المليئة بالمشوقات 

و المتعة !!

نعبر عن مـافي قلبنا ، دون الخوض بِنقاشات لا طائل لها 

جميلة هي الكتابة ، و سأشتاق إليها كثيرًا