الاثنين، 3 أبريل 2017

ابنه شاكرة !

قبل سنتين تخطيت السن القانوني ، والآن أنـا في العشرين من عمري 

، لم تتبقى سلسلة حلقات لم أتابِعها ، خَتمت نصف الأفلام في الشبكة العنكبوتية ولا

 أزال أسارِع لأبحث عن غيرهم ، أُغالط نفسي بأنني سأتعلم من الأفلام قوانين الحياة ، 

سأتعلم اللغة الإنجليزية بِطلاقة ، سأُحقق مَع الأبطال مالم أحققه في حياتي !

ولكنني كالمُذنب الضعيف الذي ما إن ينتهي مِن لِذته المؤقتة حتى يَشرُع بالبُكاء

طِوال السنة والتِسع شَهور هذه وأنا أحاول أن أقنع نفسي بأنني أبذل جُهدي ، أقوم

 بِعملٍ جيد ، لابأس سأتعلم طبخاتٍ جديدة ، أنظر إلى أبي حين يُصلح جِهاز التلفاز ،

 أساعِده في بعض الأعمال الكهربائية وأشعر بالفخر و الانجاز متناسية بأنني لم أفعل

 شيء سِوى الممارسات التي ليست بالجليلة ، أنا الأصغر في العائلة ، لذلك أي عمل

 بسيط وسخيف أتلقى الثناء العظيم مِنه ، حتى غدوت ابنة مّدللة لا تَفلح بِشيء ، لا

 أحمل عائلتي الذنب بل أحمل نفسي التي دخلت في هذه الأجواء مُنذ الطفولة ولم أستطع الخروج مِنها ، لا زلت أرتكب نفس الخطأ و نفس الدلال

أنا في سِن من المفترض أن أبدأ في تحقيق أحلامي ، أبدأ في الخطوات الأولى مِن تنفيذ أهدافي ولكنني وِبِكل خجل لم أستطع حتى تحديد ما اريد و ما احب !

ربما هو النضج ! ولكنني بدأت أشعر بالذنب كثيرًا على أي مدحٍ أتلقاه ، ليس تقليلًا مِن 

ذاتي و استصغارًا من قدراتي ، بَل معرفتي التامة بِبساطة و سخافة ما أقوم بِه !


فمُجرد مساعدة أًمي في غَسيل الصحون ، و مساعدة أبي في تحديد الموقع الذي يودّ 

الذهاب إليه عن طريق GBS  أحصل على الثناء الذي يستمر لِمدة يومٍ كامل !

بساطة اسعاد والداي هي ما تجعلني أشعر بالخجل و الخجل الشديد أيضًا .

أحيانُ كثيرة تراودني أفكار كـ " هُما يستحقان شخصًا أفضل مِني " ، " لو أنني كنت

 صَبي كنت نفعتهما أكثر " ، وأقضي كامل اليوم بِمزاجٍ عَكر مقلقةً والداي بِكل أنانية .

رُبما هو النضج مجددًا ؟! أصبحت أكثر مسؤولية بِتصرفاتي ، ثنائهم لي لم يزدني

 اعجابًا و خيلاء كالماضي ، بَل يحفزني على الحصول على المزيد من الثناء " الذي

 استحقه " لازلت مُقصرة وضعيفة وجبانة ، ولكنني سأبذل جُهدي حتى أستطيع التغلب

 على كل هذا !
أصبحتُ بعد كُل حلقة من مسلسلي المفضل ، أغلق الحاسب بِكُل قوة و أذهب لأشرع

 بالبُكاء ، أسأل نفسي مرارًا وتكرارًا " ما لذي أفعله ؟!! " هل يليق لي بأن أتصفح 

بِكل برود أعصاب ووالداي في الخـارج يرفعان كفهما قبيل كُل صلاة يدعون بهدايتي

 وقبولي في جامعة مرموقة !!


ما لذي أستطيع فعله لهُما ؟! السؤال الذي يتراود في ذهني في كل ثانية :(      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق